مثلث برمودة الرهيب الواقع في البحر الكاريبي، المحصوربين الولايات المتحدة وكوبا. معروف لدى من يعرف عنه شئ، أنه يلتهم كل شئ يمر فوقه في السماء أو على أمواج محيطه الرهيب. فقد التهم وعبر سنين طائرات وسفن. وكتب عنه الكثيرون، لكنهم كتبوا وقائع ما حدث لهؤلاء البشر الذين مروا فوقه سواء في الجو أو في البحر. فالمثلث لايحدد هوية ضحاياه بقدر ما أنهم بشر استفزوه وتحدوه فلم يسلموا من أن يبلعهم. وخلال هذه الفترة الطويلة لايزال لم يعرف المختصون عنه شئ، أسباب شروره ضد البشر، ودوافعه الطبيعية . فهو مبهم لدى الجميع، ولايملكون من الأمر سوى تحاشيهم المرور من فوقه سواء بالبحر، أو بالجو.
أما مثلث اللطيفية الذي يكون أكثر منه رهبة وإجراماً. من حيث أن مثلث برمودة إجراء طبيعي تتحكم به تداخلات الفيزياء والكيمياء والكهرباء وما الى ذلك من عوامل طبيعية أخرى، والوصول الى كنه حقيقته صعب وصعب جداً. إلا أن مثلث اللطيفية يتحكم به بشر مجرمون لهم أهداف شيطانية تتمثل بالتصدي لأقامة حكم ديمقراطي يعيد للعراقيين حلمهم في تداول السلطة فيه عبر صناديق الأقتراع. وإن هؤلاء البشر معروفوا الدوافع، فلهذا لانعرف من وراء إعطائهم هذا المجال في القتل، إذا عرفنا أن هذا المثلث الأجرامي يكون من السهل جداً حصره ومتابعة القائمين عليه. فهو ليس مثلثاً للذي يعرف المنطقة جيداً، بل هو هلالاً يبدأ بجرف الصخر ويمر عبر مناطق الخضر ومصانع التصنيع العسكري. وينتهي باللطيفية التي بناها الزعيم الراحل وسماها بقرية 14 تموز النموذجية، ولقربها من قرية اللطيفية التي تأتي بعد اليوسفية، وقيام النظام المقبور بالقضاء على كل ما يمت لتموز وزعيمه الراحل المرحوم عبد الكريم قاسم غير اسمها الى اللطيفية.
وإذا عرفنا أن في جرف الصخر هذا، كبار مجرمي النظام المقبور، وعتات الطائفية الوهابية، التي تشمل الهلال المذكور. عرفنا الأهداف لهؤلاء القتلة ومن ورائهم. فقد بدأ هذا المثلث الرهيب بعد سقوط الصنم البعثي بتسميم زوار أبي عبد الله القاصدين كربلاء مشياً على الأقدام، بتقديم الطعام لهم، بشكل سندويجات مسموهة. بأعتبار أنه نوع من زاد أبو علي المتعارف عليه في كل أربعينية للأمام الحسين عليه السلام، التي توزع على الرق وصولاً الى كريلاء، وعرف وقتها بالفاعلين هم من وهابية جرف الصخر.
واليوم يستمر المشهد بالأغتيال لرجالات العراق الجديد. واستعراض بسيط لهذه الشخصيات، وهم كلاً من الدكتورة سلامة الخفاجي وراح ضحية الأعتداء ولدها أحمد رحمه الله، ثم السيد حسين بركة الشامي رئيس الوقف الشيعي مرتين ، والشيخ بشير الجزائري إمام جمعة الشعلة رحمه الله ،وأحد المسؤولين في حزب الدعوة ومدير دار المعلمين على ما أعتقد، وانتهاءً بالدكتور أحمد الجلبي، جاز لنا أن نقول ان الأستهداف في هذا المثلث هم رجال شيعة محددين لهذا الغرض اللئيم. وأن الفاعلين معروفون.
هنا يبرز الفرق بين مثلث برمودة وهذا المثلث المجرم. فبرمودة، لاتفرق بين البشر، أما ضحايا اللطيفية فهم من طائفة معروفة.
وكذلك سهل على الحكومة الحد من عمل هذه العصابة والقضاء عليها .
وإلا سيبقى السبب لغزاً يحير الجميع. وسكوت الحكومة التي جعلت من النجف الأشرف كبش فداء بعد أن أسس له بريمر باستفزازاته للتيار البسيط، والسماح لمن هب ودب غزوه من الداخل، وترك البعثيين والساقطين من بقايا الوهابية الحاقدة على البشر باسم الأسلام. لهذا كله نطالب الحكومة التي تدعي الأسلام أن تبين لنا مخططاتها للقضاء على هذا المثلث، ومثلثات أخرى معروفة مثل بيجي والفلوجة وسامراء، والدور والموصل. فعلى كل السياسيين السعي للضغط على الحكومة لأيقاف هذا السيل من الدماء لحماية العملية السياسية، باحياء لجنة اجتثاث البعث وإلا فعلى الديمقراطية السلام.